بحث

أخبار اليوم

الى جيراننا الإسرائيلين، السلام عليكم!!

  • 21:08
  • 2015-02-05

"إن جنودكم في كل ساحات القتال، كانوا على حجم الملحمة والواجب الوطني الموكل لهم، إنهم جميعاً أدوا خدمتهم العسكرية دون أي تقاعس أو تقصير، لقد تفننوا في تفتيت الأشلاء في غزة، وتقطيع الأوصال في الضفة، وتجميد الأعمار في معتقل "نفحة"، ساهموا بكل طاقاتهم وإنتمائاتهم في تحويل الصراع الى ديني في العاصمة المحتلة، وأبدعوا في تغذية التطرف في كل المناطق المشتعلة، إننا نتوجه اليكم بشهادة الأحياء منا على ما أبداه جنودكم من أداء حفره التاريخ، في سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وكشف الإبتلاء، إن بحر دمائنا التى سالت –ذات اللون الواحد- صنعت دولة، خلقت جنة، كما مهدت طريق الحرية وأنارت مهد الإستقلال، لذا وجب التنبيه، ووجب التوضيح" (محمد رضوان، شاهد على أقدم إحتلال في العالم، 2015، فلسطين المحتلة).

 

الى جيراننا الإسرائيليلن، أنا مواطن من فلسطين الدولة تحت الإحتلال في القرن الأخير قبل نهاية العالم، أبي لاجئ حالم وتعيس من كفر كنّا، وأمي مواطنة من الضفة المحتلة، وأخوتي مشتتون بين غزة المدمرة والقدس المحاصرة، تزامن ميلادي مع ذكرى الإنتفاضة الأولى، صحوت بالغاً في ذكرى الإنتفاضة الثانية، وأصبحت عاقلاً –كما تقول صبيتي السمراء- يوم أكملت حديثاً  الـ27 عاماً، أعيش في مدينة فلسطينية أسمها #رام الله، وأكتب لكم من زوايا منزلي المتواضع، ومن فوق رأسي صورة لشهيدنا الوزير "صاحب الشعر الكثيف" زياد أبو عين، أستمع دون ان استمتع الى صوت الثلج المتراكم من أمام منزلي الصغير، الاجواء تشبه تماماً أجواء تلك المدينة الباردة التى نذكرها دوماً "أوسلو"، المدينة التى جمدت الحرب لمدة 7 سنوات متتالية.

 

الى جيراننا الإسرائيلين، رام الله الفلسطينية، تقع على مسافة قريبة من مستوطنة اسرائيلية، أسمها "#بيت_إيل"، أرى علمكم الأزرق والأبيض في اليوم مرتين على الأقل، يحيطه جدران عالية يحرسها جنود مسلحون، وعلى أمتداد طول جدرانكم أرى كاميرات مراقبة واسلاك شائكة وأبواب حديدية وأوامر عسكرية ودوريات إحتلالية، ولم أرى على طول هذه المستوطنة أي بوابة للدخول، هي فقط للمستوطنين، ولأولئك الذين تسلموا منكم في عتمة الليل تباليغ لمراجة مخابراتكم.

 

الى جيراننا الإسرائيلين، بصراحة، لا يروق لي منظر مستوطنتكم بالمرة، وإن كانت جيدة التنظيم والشكل، إلا ان تصميمها يدلل على إنها منطقة منبوذة ومحتلة، تطبق نظام"#سوسيوسايد" بشراسة، وتعمل على تكريس "يهودية الدولة"، يكرهها الفلسطينيون لأنها أطلقت الرصاص عليهم، هي جار غريب، لا نطلب منه رغيفاً من الخبز إذا لزم الأمر، ومنع من بناها تطبيق وصية رسولنا الكريم لجارنا السابع، بناها مشيّدة بالقرب من لاجئيين مشردين أعطاهم الحق لأن يلقوا الحجارة عليكم، لا السلام عليكم!!

 

الى جيراننا الإسرائيلين، السلام عليكم!! يعيش جيرانكم الفلسطينيون في حالة من اللاحرب واللاسلام، إنها حالة مرحلية مؤقتة، سيحسمون جميعاً يوماً ما طريقهم الإجباري، إيها الإسرائيليون، إذا اشعل الفلسطينيون إنتفاضةً ثالثة، فسيُمحا طريق السلام، إن الأرض يعيش عليها الفلسطينيون والإسرائيليون فقط عن طريق السلام، وإلا فإن الأرض لن تتسع إلا لواحد منا!!، هل تتذكرون في تسعينيات القرن الماضي كيف تنازل الفلسطينيون لأجل تحقيق السلام؟، وكيف أنهم مارسوا الجنس مع نسائكم لينجبوا سلالةً تعشق الحرب والسلام، إنهم ذاتهم أصبحوا فدائيين وشهداء، معتقلين وليسوا عقلاء، هل سألتم لماذا غضب الفلسطينيون ذات مرة!!، أنهم يومها فقدوا فرص تحقيق السلام!!

 

الى جيراننا الإسرائيلين، إن جيرانكم الفلسطينين تواقون للسلام، وفدائيون بالحرب، وإن ملّوا من مفاوضات السلام، وشبعوا موتاً من الكلام، إلا أنهم لم يفقدوا السمع لا لأصوات السلام ولا لأصوات القنابل المتناثرة في عوفر وحوارة، إيها الإسرائيليون، إن بنادق جيرانكم الفلسطينين بخير، لكن شئياً فيهم قد تعطل وتأجل، فإما السلام، وإما نقيض السلام الذي لن يعطي أي فرصة للكلام، إن جيرانكم يعيشون على أعقد بقعة على وجه الأرض، صنفتموها بمناطق "أ" و "ب" و "ج"، وعلى مساحة لا تزيد عن الـ 5.800 كم، إنها تمثل ما نسبته 22% من مساحة فلسطين التاريخية، في هذه البقعة القابلة للإشتعال، فيها فلسطينيون يوقظون أبنائهم كما توقظون، ويجهزون لهم قوت يومهم كما تجهزون، أنهم يدعون الله أن يحمي أبناءهم كما تدعون، وتتعبدون.

الى جيراننا الإسرائيليون، هل فعلاً تتعبدون؟؟ هل قرأتم في توراتكم عن معركة "هرمجدون"؟، هل تتعجلون لنهايات العالم؟ إن جيرانكم شعب جبارون!! لا يملون ولا يكلون، أصحاب حق مقهورون، لن يتنازلوا عن شبر واحد من هذا المكان، فخذوا بوصية شاعرنا الكبير #محمود_درويش، حصتكم من دمنا وانصرفوا، إن جيرانكم جاهزون لأي فرصة للحياة، يرأسهم زعيم وصل بعمره الى القرن الا عشرين عاماً، أنه ومعه شعبه تواقون للسلام، فلا تجعلوهم يملوّن، ويسئمون، ثم يموتون وتموتون!!

 

الى جيراننا الإسرائيلين، هل تستمعون لأصوات الموت القادم من الشرق؟؟، هل تستمعون لصوت الغضب المتصاعد في العاصمة المحتلة، ولأولائك الذين فقدوا في الضفة أباءً شباباً لم يتذكروا ملامحهم جيداً، هل فكرتم يوماً بأولائك الذين تجمدت أعمارهم في المعتقلات الإسرائيلية، هل أمعنتم النظر بأولائك الأطفال اليتامى، هل شاهدتم صور الأطفال المتمزقة أشلائهم في غزة؟! انهم جميعاً ملتهبون، متوجعون من الماضي بتفاصيل نكباته ومجازره، والحاضر المقيت الملئ بالحواجز، وذلك المستقبل الذي أضعتهم ملامحه كاملةً، أنهم جميعاً، إما أن يتذوقوا طعم السلام أو أنهم سيعيدوا لكم ويلات الظلام!!

 

الى جيراننا الإسرائيلين، الى المستوطنين الجاثمين على أرض الدولة فلسطين، الى أولائك الجنود الإسرائيلون المنتشرون على الحواجز في فلسطين، هل تشعرون بالأمان، لماذا أنتم مسلحون، إننا لسنا إرهابيون ولا جلادون، آلوو آلوو؟؟ هل تسمعون؟؟ معكم على الخط الثاني فلسطينيون مُحتلون، يحبون الحياة إذا ما استطاعوا اليها سبيلا، هم أباء وأمهات جيدون وسيئون، موظفون وعاملون، فدائيون وميتون، حالمون وطموحون، يسهرون ويدخنون، يشربون ويتعبدون، لهم أشخاص يخافون على أعمارهم كما تخافون، آلوو، السلام عليكم!! هل تسمعون؟؟ لا تقفلوا الخط!! كم مرة ستعيشون؟؟ ومتى ستموتون، بعد سبعين عاماً ام خمسون؟؟ هل ستكملون حياتكم خائفون؟؟، أيها الإسرائيليون شئ ما يثير الشك فيكم، مال الذي يجعلكم في ذروة النصر علينا خائفون؟؟ هل أنتم في الضفة والقدس سكان أصليون؟ إذاً لهذا أنتم تخافون!!

 

إنه النداء الأخير، الى الإسرائيلين المتطرفين الوسطيين اليساريين المتدينين والمنبثقين من رحمة اللجوء، أنكم الآن تصنعون مستقبل ابنائكم، إما حكومة السلام أو حكومة الحرب لا ثالث لهما، تحرروا، ولا تعطوا أصواتكم لأولائك الذين لم ولن يغتنموا فرصة السلام، وفكروا جيداً ماذا لو تحقق السلام!!، وماذا لو لم يتحقق السلام، إن أيدي جيرانكم الفلسطينين الممدودة للسلام، سيقطعها المالَون من الكلام، هي اصلاً تعبت وبدأت تتهاوى مع مر الزمان، الى جيراننا الإسرائيلين، السلام عليكم أو على أرواحكم السلام!!

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين